كلمة الأب الأقدس
البابا فرنسيس
صلاة "افرحي يا ملكة السماء"
(25 مايو / أيار 2014)
دعوة:
في هذا المكان، حيث وُلد أمير السلام، أود أن أوجه دعوة لك، سيدي الرئيس محمود عباس، وللسيد الرئيس شمعون بيريز لترفعا معي صلاة مبتهلين من الله هبة السلام. وأضع بيتي في الفاتيكان بتصرفكما لاستضافة لقاء الصلاة هذا.
كلنا نطمح إلى السلام؛ أشخاص كثيرون يبنونه كل يوم من خلال أعمال بسيطة؛ وكثيرون يتألمون ويتحملون بصبر مشقات العديد من محاولات بنائه. ومن واجبنا كلنا – لاسيما الأشخاص القيمين على خدمة شعوبهم – أن نكون أدوات السلام وبُناته، من خلال الصلاة قبل كل شيء.
بناء السلام صعب، لكن العيش بدون سلام عذاب. جميع رجال ونساء هذه الأرض والعالم كله يطلبون منا أن نرفع أمام الله تطلعهم المتّقد نحو السلام.
* * *
أيها الأخوات والإخوة الأعزاء،
فيما نستعد لاختتام هذا الاحتفال، نتوجّه بفكرنا نحو مريم الكلية القداسة، التي هنا في بيت لحم، ولدت ابنها يسوع. إن العذراء هي التي، وأكثر من أي شخص آخر، قد تأمّلت بالله، في الوجه الإنساني ليسوع. وبمساعدة القديس يوسف، قمّطته وأضجعته في المذود.
نستأمنها هذه الأرض وجميع سكانها، كي يتمكّنوا من العيش في العدل والسلام والأخوّة. ونستأمنها أيضا الحجاج الذين يأتون إلى هنا كي يستقوا من ينابيع الإيمان المسيحي - والحاضرين أيضًا في هذا القداس الإلهي.
اسهري يا مريم، على العائلات، والشباب والمسنين. اسهري على مَن فقدوا الإيمان والرجاء؛ عزّي المرضى والمساجين وجميع المتألمين؛ عضدي الرعاة وجماعة المؤمنين كلها، ليكونوا "ملحًا ونورًا" في هذه الأرض المباركة؛ عضدي الأعمال التربوية، لاسيما جامعة بيت لحم.
ومن خلال التأمل بالعائلة المقدسة، هنا في بيت لحم، يتّجه فكري عفويا إلى الناصرة، حيث آمل بأن أتمكّن من الذهاب، إن شاء الله، في مناسبة أخرى. أعانق من هنا المؤمنين المسيحيين العائشين في الجليل، وأشجّع بناء المركز الدولي للعائلة في الناصرة.
إلى العذراء القديسة نكل مستقبل البشرية كي تتّسع في العالم الآفاق الجديدة والواعِدة للأخوّة والتضامن والسلام.
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana