رسالة فيديو صوتية للأب الأقدس
بمناسبة
عرض الكفن المقدس
سبت النور- ٢٩ مارس / آذار ٢٠١٣
الأخوات والأخوة الأحباء،
أمام الكفن المقدس أضع معكم أنا أيضاً نفسي، وأشكر الرب الذي يقدم لنا، عبر الوسائل الحديثة، هذه الإمكانية.
إنَّ تطلعنا له، حتى وإن تمَّ بهذه الطريقة، فهو ليس مجرد تطلع بسيط، إنه عبادة، نظرة صلاة. بل أضيف أكثر: إنه ترك أنفسنا ليُنظر لنا. فأعين هذا الوجه مغلقة، وهو وجه متوفي، ولكنه وبطريقة عجائبية ينظر لنا، وفي الصمت يكلمنا. كيف يكون هذا ممكنا؟ كيف يمكن للشعب المؤمن، ولنا، ان يرغب في الوقوف أمام هذه الأيقونة لرجل مجلود ومصلوب؟ ولماذا يدعونا رجل الكفن إلى تأمل يسوع الناصري؟ إن هذه الصورة - المنطبعة على القماش - تتكلم مع قلبنا وتدفعنا لصعود جبل الجلجثة، للنظر لخشية الصليب، لنتأمل انفسنا في الصمت المتكلم عن المحبة.
لنترك انفسنا إذا لتصل إلينا هذه النظرة، والتي لا تبحث عن أعيننا بل عن قلبنا. لنصغِ إلى ما يريد ان يقول لنا، في صمت، مجتازين الموت ذاته. فعبر الكفن المقدس تصل لنا كلمة الله الوحيدة والأخيرة: المحبة التي صارت إنسانا، وتجسدت في تاريخنا؛ محبة الله الرحيمة والذي حمل على نفسه كل شر العالم ليحررنا من سلطانه. يتشابه هذا الوجه المشوة مع وجوه كثيرة لرجال ونساء مجروحين من حياة لا تحترم كرامتهم، ومن حروب، ومن العنف الذي يصيب الأكثر ضعفا... وبرغم ذلك فإن وجه الكفن يبث سلاما كبيرا؛ وهذا الجسد المُعذب يشع جلالا وسموا. وكأنه يبث طاقة كامنة وقادرة، وكأنه يقول لنا: كن واثقا، لا تفقد الرجاء؛ إنها قوة محبة الله، قوة القائم والمنتصر على كل شيء.
من أجل هذا، دعونا نتأمل رجل الكفن، وأستعير، في هذه اللحظة، صلاة القديس فرنسيس الأسيزي التي صلها أمام المصلوب:
يا الله العلي والمجيد،
أنِر ظلمات قلبي،
وأعطني إيمانا مستقيما، ورجاء ثابتا، ومحبة كاملة،
وحكمة ومعرفة، يا سيدي،
لأحفظ وصيتك الصادقة والمقدسة. أمين
جميع الحقوق محوظة ٢٠١٣ - حاضرة الفاتيكان
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana